Thursday 2 February 2012

يوميات مبتعثة

هذا الصباح الجو بارد جدا في مانشستر، والبرد عادة يجعل الانسان أقرب إلى الكسل من النشاط ،لكن لا سائق هنا يوصل الصغار إلى المدرسة وعليّ أن أقوم مبكراً ليصلن إلى مدارسهن في الوقت المحدد
المدارس البريطانية تهتم جداً بالحضور والغياب والتأخير حتى بالنسبة لفصول الروضة والإبتدائي،هم باستمرار يكافئون الأطفال الملتزمين بالحضور مبكراً بمكافآت رمزية لكنها تخلق لدى الطفل معنى الإلتزام وقيمة الوقت 
على عجل أشرف على إلباس الصغار وأكلهم وايقاف المناقشات التي ان لم اتدخل فسوف تتحول الى مشكلات  وأنسى أن آكل شيئا فلا وقت أبداً للإسترخاء  
علياء الصغيرة إن شعرت أنّ لدي محاضرة في الجامعة مبكرا تتباطأ في اللبس والأكل لذلك علي الا أبدوا أبداً متوترة أمامها وانما مبتسمة دائما  
سارت الأمور على ما يرام، ومضينا باتّجاه الباص، ألقي التحية على جارتي الإنجليزية وهي تغسل سيارتها في هذا الوقت المبكر وبملابس صيفية وأتسائل هل الشعور ببرودة الجو تختلف من شخص لآخر ؟
الحمد لله أوصلت الصغار إلى المدرسة، وعلي الركض إلى جامعة سالفورد حيث تبدأ المحاضرة بعد نصف ساعة أفكر هل يكفي هذا الوقت للوصول!
 الطريق إلى سالفورد من منزلي يحتاج أن أستقل "باصين" ربما كان أفضل أن أستقل تاكسي حتى أصل في الموعد فالباص يتوقف في محطات كثيرة.
 لدي أكثر من خيار ،هل استقل الترام؟ هذا صعب لأن محطته تبعد عن المبنى الذي فيه محاضرتي كثيراً ، أو أستقل القطار فالبريطانيون لديهم مفهوم مختلف عن مفهومنا للقطار حيث يستعملونه في تحركاتهم في المدينة وليس مثل مفهومنا أنه حلقة وصل بين مدينة واخرى
وهناك الباص المجانيّ يمكنني أن أستقله لكن لا وقت لدي للوصول إلى محطته الآن  
حسمت الموضوع دفعاً لأيّ توتر، سأستقل التاكسي لأصل في موعدي وفي الرجوع الى مانشستر سأستقل الباص 
اتسائل لماذا كل هذه الخيارات في المواصلات الموجودة هنا ليست موجودة في بلدي ؟  

Wednesday 1 February 2012

ان تكون شيئا

طريق الشهرة قصير ويستطيع أي شخص أن يسلك سلوكاً مختلفاً ،شاذاً ليصبح مشهوراً فالمجرمون ايضا يحققون هذا النوع من الشهرة 
 إن كان راغب الشهرة من أهل الصحافة والأدب فالطريق سهل مجرد نشر افكار غريبة او هجوم شخصية شعبية  لكن السؤال المهم وماذا بعد ذلك؟
لكل شيء سواء كان انسان او مكان صورة ذهنية تتشكل عبر الوقت ومن المهم ان تعرف الشخصية العامة اي صورة ذهنية يريدها ان تتشكل في المجتمع او حتى خارجه فاذا عرفها وادرك تفاصيلها يستطيع ان يفكر كثيرا في اقواله وافعاله
في الصحافة حيث لا توجد معايير لأمزجة الجماهير يمكن أن تصبح مشهوراً بسهولة والجماهير لديها من عدم الوعي ما يمكنه أن يساهم في هذه الشهرة عبر إنتقادك وهجومك ،وسوف تساهم وسائل الاعلام الجديد بهذه الشهرة المزيفة لكن ماذا بعد؟ 
ماهي الصورة الذهنية التي تشكلت عنك والتي تحتاج الى وقت طويل لو فكرت في تعديلها؟ 
هذا سؤال مهم اذا اردت ان تكون شيئا في عالم الصحافة 
فكر أكثر في الغد ولا تعيش زهو الحاضر أكثر مما ينبغي